يعتبر مخصص الخسائر الائتمانية أحد الأدوات الأساسية في إدارة المخاطر المالية والذي يلعب دوراً محورياً فى حماية الكيانات المالية من المخاطر المرتبطة بعدم سداد القروض، وقد تطور مفهوم مخصص الخسائر الائتمانية بشكل ملحوظ بفضل المعايير المحاسبية الحديثة مثل معيار IFRS 9 الذي يعكس التوجه العالمي نحو التعامل مع الخسائر الائتماني المتوقعة وليس الخسائر الفعلية فقط قديماً كان يتم مخصص الخسائر الائتمانية بناءً على وقع الخسارة الفعلية، لكن النظام الجديد يعكس صورة أكثر دقة وشمولية للمخاطر التي قد تواجه المؤسسات المالية والشركات.
أهمية مخصص الخسائر الائتمانية
المخصصات الائتمانية تمثل احتياطيا يتم تحديده لتغطية الخسائر المحتملة من القروض التي لم تسدد أو التي يتوقع أن تسدد جزئياً أو مع تأخير تكمن أهمية مخصص الخسائر الائتمانية في قدرته على:1- تحقيق الاستقرار المالي: من خلال توقع الخسائر المتوقعة وتخصيص الأموال اللازمة لتغطيتها.
2- إدارة المخاطر بشكل أكثر فعالية: مخصص الخسائر يساعد المؤسسات في التخطيط المالي طويل المدي.
3- الامتثال للمعايير المحاسبية العالمية: مثل IFRS 9 الذي يحدد كيفية حساب المخصصات بناءً على الخسائر المتوقعة بدلاً من الخسائر الفعلية.
أنواع مخصص الخسائر الائتمانية
يتم تصنيف مخصصات الخسائر الائتمانية إلى نوعين رئيسيين بناءً على الجهة التي تستخدمه وهما: البنوك والشركات وسنقوم الآن بتوضيح كل نوع بالتفصيل مع القيود والأمثلة لكل منهما
1- مخصص الخسائر الائتمانية للبنوك
يتمثل دور البنوك في إدارة المخاطر الائتمانية بشكل دوري لضمان سلامة رأس المال العامل وحمايته من المخاطر المتعلقة بعدم سداد القروض بموجب معيار IFRS 9 ويتم تصنيف القروض إلى ثلاث مراحل رئيسية بناءً على درجة المخاطر الائتمانية:
المرحلة الأولى: القروض في المرحلة الأولي هي القروض التي لمي يتدهور وضعها الائتماني ولم تظهر عليها مؤشرات خطر حيث يعتبر الخطر منخفضاً وبالتالي يتم حساب مخصص الخسائر الائتمانية فقط على الخسائر المتوقعة خلال 12 شهراً القادمة.
مثال: إذا كان العميل قد حصل على قرض عقاري بمبلغ 500,000 جنيه ولم يكن هناك أي تأخير فى السداد يتم احتساب مخصص الخسائر الائتمانية بناءً على احتمال خسارة بنسبة 1% على مدار 12 شهراً
القيد المحاسبي: من حـ/ مصروف الخسائر الائتمانية - إلي حـ/ مخصص الخسائر الائتمانية
مثال: عميل تأخير في سداد قرض بمبلغ 300,000 جنيه لمدة 3 أشهر بسبب ظروف طارئة يتم تحويل القرض إلى المرحلة الثانية ويحسب مخصص الخسائر بناءً على الخسائر المتوقعة طوال العمر المتبقي للقرض (5 سنوات).
القيد المحاسبي: من حـ/ مصروف الخسائر الائتمانية - إلي حـ/ مخصص الخسائر الائتمانية
المرحلة الثالثة: القروض في المرحلة الثالثة هي القروض التي تعتبر متعثرة والتي يشتبه في أن العميل لن يسدد المبالغ المستحقة ويتم حساب مخصص الخسائر على أساس الخسائر المتوقعة طوال فترة القرض.
مثال: عميل تأخر في سداد قرض شخصي بمبلغ 200,000 جنيه لمدة 12 شهراً وأصبح غير قادر على السداد بسبب توقفه عن العمل ويتم تصنيفه في المرحلة الثالثة ويحسب مخصص الخسائر بناءً على تقدير كامل للمبلغ.
القيد المحاسبي: من حـ/ مصروف الخسائر الائتمانية - إلي حـ/ مخصص الخسائر الائتمانية
2- مخصص الخسائر الائتمانية للشركات
تحتاج الشركات إلى حساب مخصص الخسائر الائتمانية في سياق الائتمان التجاري الذي تمنحه للعملاء سواء كان ذلك أرصدة مستحقة الدفع أو قروض تجارية وتعد الشركات أكثر مرونة في تخصيص المخصصات بناءً على تحليل البيانات الائتمانية ومؤشرات السوق حيث أن المخاطر يمكن أن تتغير مع مرور الوقت.
مثال: شركة توفر خدمات تكنولوجيا المعلومات لعملاء تجاريين بمبلغ 1,000,000 جنيه عندما يتأخر أحد العملاء في سداد المدفوعات لمدة 3 أشهر تقوم الشركة بإعادة تقييم الائتمان وتتوقع بنسبة 20% أن تتعرض لخسارة من هذا العميل.
القيد المحاسبي: من حـ/ مخصص الخسائر الائتمانية (حساب مصروف) - إلى حـ/ مخصص الخسائر الائتمانية (حساب مخصص).
التعامل مع مخصصات الخسائر الائتمانية
يحتاج كل من البنوك والشركات إلى تقييم دوري لمخصصات الخسائر الائتمانية بناءً على تحليل البيانات والتوقعات المستقبلية ويجب أن يتم تحديد المخصصات بناءً على:
1- تحليل البيانات المالية و التاريخ الائتماني: مثل نسبة القروض المتعثرة أو نسبة العملاء المتأخرين عن السداد. الشركات والبنوك بحاجة إلى تحديث البيانات بشكل دوري.
2- ظروف السوق: الوضع الاقتصادي والسياسي له تأثير كبير على قدرة العملاء على سداد الديون.
3- أداء القروض: تقييم القروض الممنوحة للعملاء بما في ذلك مدى تأخر السداد أو وجود علامات خطر تشير إلى أن العميل قد يكون غير قادر على السداد.