مبدأ الأهمية النسبية
طبيعة و مضمون مبدأ الأهمية النسبية
فى حياة كل فرد وفقاً لظروفه و أهدافه مجموعة من الأولويات يسعي إلي تحقيق ما فى المقدمة منها بقدر الإمكان , و فى المحاسبة يجد المحاسب نفسه عند إجراء عملية القياس أمام عدد كبير من الصفقات و العمليات تختلف أهمية كل منها عن الأخري فى الأثر الذي يمكن أن تحدثه على دلالة ذلك القياس .لذلك كان منطقياً أن يعطي المحاسب أهمية خاصة للعمليات الأكثر أهمية بحيث يتناسب الجهد المبذول فى القياس و الدقة فيه تناسباً طردياً مع درجة أهمية العنصر محل القياس و لا خلاف على أن عدم الأخذ بذلك يقلل من نتائج جهد المحاسب , بمعني أن تكلفة القياس يجب أن تتناسب مع العائد منه .
و علي الرغم من أن الشكل الموضح لإطار النظرية قد صنف هذا المبدأ من المبادئ المرتبطة بفرض القياس , و علي الرغم من أن بعض الدراسات تضعه ضمن المبادئ المرتبطة بفرض التوصيل المحاسبي , و وصفه البعض ضمن القيود المحاسبية مع قيد التكلفة إلا أنه فى واقع الأمر هو مبدأ يبدأ مع القياس ويستمر فى مرحلة التوصيل , و إن كان مبدأ المناسبة أو الصلاحية فى التوصيل هو المحقق لأهدافه .
و في دراسة تمت فى أستراليا حول هذا المبدأ أقترحت أنه :
- إذا كانت قيمة العنصر إلي القيمة الأساسية أكثر من 10% ففي هذة الحالة يجب أعتبار هذا العنصر ذا أهمية خاصة فى غياب دليل عكس ذلك .
- و إذا كانت القيمة ما بين 5% و 10% فى هذة الحالة يكون العنصر محلا للتقدير و الحكم الخاص على أهميته .
- و إذا كانت القيمة أقل من 5% فإن العنصر يعتبر ضعيف الأهمية .
و في اختبار أجري فى الولايات المتحدة ضم 103 أشخاص من مراقبي الحسابات و المحللين الماليين حول مبدأ الأهمية النسبية أجاب فيه 73% منهم بأن الأهمية النسبية تتحد على أساس : صلة العنصر بالدخل الجاري بعد الضريبة و بحيث إذا بلغت تلك النسبة 4% أعتبر العنصر مهما و إذا قلت النسبة عن ذلك أعتبر العنصر عادياً .
و قد عرف AICPA الأهمية النسبية كما يلي :
".. It is probable that the judgement of reasonable person relying upon the report would have been changed or influenced by the inclusion of correction of the item"
و يوضح البعض طبيعة هذا المبدأ بأن الأهمية النسبية للبنود فى الدفاتر , و المشكلة تنحصر فى إيجاد الأهمية النسبية للنفقة , هل أن نوع النفقة و طبيعتها تعتبر أكثر دلالة على ذلك ؟ أم تاريخ حدوثها ؟
و قد أوضح الإطار المفاهيمي الصادر عن IASB فى المجال ما يلي : “ Information is material if its omission or misstatement could influence the decisions that users make on the basis of an entity،s financial information.”
و عن تطبيقات هذا المبدأ فى الفكر الإسلامي نجد أن ما يعرف باسم فقه الأولويات سبق هذا الكتابات بزمن بعيد , حيث يتطلب الفكر الأخلاقي التضحية بالأخر الأقل أهمية
مظاهر التطبيق مبدأ الأهمية النسبية
عن مظاهر تطبيق هذا المبدأ فى الممارسة المحاسبية نجد ما يلي :1- أعتبار بعض النفقات الرأسمالية بطبيعتها من قبيل النفقات الإيرادية عند تحميلها على حسابات النتيجة دون حساب الأصل المختص بها نظراً لصغر حجم النفقة الرأسمالية .
2- الأخذ بهذا المبدأ عند تبويب عناصر القوائم المالية , و أختلاف مجموعاتهامن منشأة لأخري حسب طبيعة النشاط .
3- تطبيق هذا المبدأ عند تبويب عناصر المصروفات حسب الوظائف الأساسية للوحدة الاقتصادية .
4- التغاضي عن حساب إهلاك لأصل ثابت أشتري و استخدم لمدة أيام محدودة خلال السنة المالية , إذا كانت قيمة الإهلاك ليست ذات تأثير على دلالة حسابات النتيجة .
مستقبل مبدأ الأهمية النسبية
و عن مستقبل هذا المبدأ فإنه سيبقى ما بقيت المحاسبة , ذلك من منطلق أنه يمثل الوسيلة المنطقية لتغليب العائد على التكلفة فى أي جهد إنساني و أن كان من الممكن أن تحدث تطورات فى أساليب القياس و من ثم تحديد الأهمية النسبية , كما قد تظهر عوامل اجتماعية أو اقتصادية أو حتي سياسية تجعل لعنصر معين أهمية أكبر أو أقل مما كان عليه الحال فى الماضي .المصدر كتاب نظرية المحاسبة مدخل معاصر للدكتور محمود السيد الناغي .