فى المقالة نستعرض على أكثر الطرق استخداماً فى شركات البترول وهي طريقة المجهودات الناجحة على أن نخصص تدوينة أخري للطريقة الخاصة بالتكلفة الكلية، ونتناول فى مزايا و عيوب و انتقادات طريقة المجهودات الناجحة.
طريقة المجهودات الناجحة The successful Efforts Method
ظهرت هذه الطريقة فى بداية القرن الماضي، وتقوم على أساس رسملة التكاليف الخاصة بمجهودات الاقتناء و الاستكشاف و التقييم الناجحة فقط، و بالتالي فإن تكاليف الآبار الجافة و التكاليف الجيولوجية والجيوفيزيقية بصورة عامة، و غرامات التأخير فى دفع الإيجار و غير ذلك من التكاليف، و تعتبر بمثابة مصروفات جارية تجمل على الفترة التي استحقت فيها، أو الفترة التي يتضح فيها عدم نجاح المحاولات، أو فى فترة التخلي عن المنطقة التي تم البحث فيها، وبالتالي تخصم تلك التكاليف من دخل تلك الفترة بينما تتم رسملة تكاليف الاستكشاف و الإقتناء و التطوير التي تؤدي إلى الحصول على احتياطيات مؤكدة و بكميات تجارية.
و بالنسبة لتلك التكاليف التي لم تتضح نتائجها بعد فإنه تتم رسملتها مبدئياً كتلفة مؤجلة و عند ظهور النتائج أن كانت غير إيجابية، تحمل التكلفة المؤجلة على المصاريف و إن كانت إيجابية في تتم رسملتها.
أما تكاليف الاقتناء المدفوعة من أجل الحصول على عقد غير مطور فغالباً ما تتم معالجتها على أنها تكاليف مؤجلة على مستوى كل عقد على حدة، و الذي يعتبر بمثابة مركز تكلفة مستقل، و يتم إهلاك التكلفة المؤجلة على عدد محدد من السنوات، كما أنها تخضع لاختبارات نقص الأصول بصورة دورية، و أي نقص يحمل على المصاريف.
أما تكاليف التصوير فإنها عادة عادة ما تتم رسملتها . و بالنسبة للتكاليف المرسملة على مركز تكلفة معين، فإنه يتم استهلاكها فى ضوء الاحتياطي التجاري الخاص بذات المركز، و ذلك وفقاً لطريقة وحدة الإنتاج.
و تستند الفلسفة التي تقوم عليها هذه الطريقة على مبدأ الحيطة و الحذر إذا أن عمليات الاستكشاف و التقييم محاطة بالمخاطر الكبيرة، مما يعني ضرورة أخذ تلك المخاطر فى الاعتبار من خلال جعل التكاليف السابق الإشارة اليها ضمن المصاريف الجارية، إذا لم تسفر عن وجود احتياطيات مؤكدة و بكميات تجارية.
مزايا طريقة المجهودات الناجحة
يرى المؤيدون لهذه الطريقة أن من مزاياها التالي:1- طريقة المجهودات الناجحة تعكس المفهوم التقليدي للأصول، و المتمثل فى أن الأصل بمثابة مورد اقتصادي يتوقع الحصول منه على منافع مستقبلية.
2- إن طريقة المجهودات الناجحة تعكس المخاطر الموروثة عن طبيعة صناعة النفط، حيث أن رسملة تكاليف المحاولات غير الناجحة كما فى ظل طريقى التكلفة الكلية وما يتبع ذلك من أقساط إهلاك، مع عدم وجود احتياطيات، يؤدي إلى الحصول على دخل يخفي وراءه تلك المخاطر الموروثة عن صناعة النفط . وهذا لا يقتصر على التأثير فى قائمة الدخل فحسب، بل يؤثر فى الميزانية أو قائمة المركز المالي، من حيث إظهار تكلفة أصل ليس له منافع اقتصادية مستقبلية متوقعة، وهذا ما تتجنبه طريقة المجهودات الناجحة.
3- تحقق طريقة المجهودات الناجحة مبدأ المقابلة حيث يتم الإدراك بالمصروفات فى قائمة الدخل على أساس وجود علاقة مباشرة بالحصول على نوع معين من الدخل.
4- تعكس طريقة المجهودات الناجحة، إلي حد ما، نجاح الإدارة أو فشلها فيما تقوم به من محاولات للحصول على الاحتياطيات، فلو أن تكاليف المحاولات غير الناجحة لسنة معينة أضيفت على التكاليف المرحلة من السنوات السابقة، فإنه يكون من الصعوبة تقييم أداء الإدارة، و لن يظهر ذلك التقييم في قائمة الدخل لأن التكلفة سوف يتم إهلاكها على عدد من السنوات.
الانتقادات الموجهة إلي طريقة المجهودات الناجحة
تتمثل الانتقادات الموجهة إلي هذه الطريقة في التالي:1- قد تعطي قائمة الدخل أنطباعاً غير حقيقي عن الأداء كما إنها تتيح للإدارة التلاعب فى الأرباح، عن طريق التحكم فى زيادة أو تخفيض نفقات الاستكشاف فإدارة قد تتخذ قرارات إدارية من شأنها تقليص أعمال البحث و الاستكشاف عن الاحتياطيات، مما ينتج عنه إظهار ربح أكبر فى قائمة الدخل، حتي و لو أنه لم تصحب ذلك زيادة فى الاحتياطيات و لاشك أن الحد من الإنفاق و البحث عن احتياطيات جديدة سوف يؤدي إلى نضوب الاحتياطيات الحالية، و من جهة أخري فقد نجد أن الإدارة التي تتبني برنامجاً استكشافياً جيداً، سوف يؤدي البرنامج إلي ارتفاع التكاليف و هذا لا شك سوف يؤدي إلي زيادة المصاريف، وبالتالي انخفاض الدخل كنتيجة للمحاولات غير الناجحة، غير أن ذلك قد يؤدي إلي الحصول على احتياطيات جديدة و يتم الحصول على منافع كبيرة منها فى المستقبل.
2- نظراً لتحميل تكاليف المحاولات غير الناجحة على قائمة دخل الفترة كمصاريف، فإنه ينتج عن تلك المعالجة المحاسبية تخفيض أصول و دخل الشركات التي تتبنى مشروعاً أستكشافياً غير ناجح و بالتالي فإنه عند تقليص برنامج الاستكشاف فى السنوات التالية، ينتج عن ذلك ظهور دخل أكبر، و هو ما يجعل الشركات تواجه صعوبات فى تمويل أنشطتها فى السنوات الأولى التي تتبني فيها برامج استكشاف كبيرة، لعدم ظهور دخل في قوائم تلك السنوات، الأمر الذي ينعكس على تقييم الممولين لمقدرة المنشأة في الوفاء بالتزاماتها.
3- يتم فى ظل هذه الطريقة تقييم النجاح أو الفشل لمشروع معين فى وقت مبكر فالنجاح أو الفشل للمشاريع الاستكشافية لا يمكن عادة أن يقاس حتي يتم الانتهاء من الأعمال الاستكشافية. فما تتخذ أثناء العمل فى المشروع الاستكشافي من قرارات حول اعتبار تكاليف معينة بمثابة مصروف أو ترسمل. هي فى حقيقة الأمر قرارات غير موضوعية و ينعكس أثرها على الدخل الذي يتم التقرير عنها و هذا يرجع إلي كونه يتم النظر إلي مركز التكلفة بصورة ضيقة، بخلاف النظرة الواسعة التي تتبع فى ظل طريقة التكلفة الكلية كما سيتضح لاحقاً.
4- لا تنظر طريقة المجهودات الناجحة إلي حقيقة أن المنشأة تضع خططها و برامجها الاستكشافية على أساس أن هناك توقعاً من وجود مشاريع سوف تكون ناجحة و أخرى فاشلة غير أن الناجحة سوف تعوض عدم الحصول على احتياطيات في المشاريع الأخرى و لهذا يرى البعض أن تكلفة المشروعات غير الناجحة تعتبر جزءاً من تكلفة المشاريع الناجحة و بالتالي طريقة المجهودات تفشل فى إدراك أن تكاليف ما قبل الإنتاج تمت من أجل الحصول على احتياطيات ناتجة عن مختلف أنشطة ما قبل الإنتاج.